ولكن ما هو الموت؟
هل امتناع النفس؟ هل امتناع النظر والسمع والاحساس؟
هل الانسان الذي لا يري إنسان ميت؟ ولكن في الناس من يفتح عينيه فلا يري شيئا ولا يجد متعة في شيء!
هل الانسان الذي لا يسمع انسان ميت؟ ولكن من الناس من يفتح اذنيه فلا يسمع شيئا ولا يجد متعة في شيء!
هل الميت هو الذي لا يحب ولا يكره ولا يخاف ولا يقلق؟
ولكن من الذي يخاف ويقلق .. انه الانسان الذي له مستقبل , فكل كائن له مستقبل , له غد وله بعد غد هو الذي يقلق..
ولكن الميت لم يعد له مستقبل , فقد انتهي حاضره.. والذي لا حاضر له , لا مستقبل له!
انه الكائن الذي اصبحت كل الارقام عنده صفرا!
انه الذي تحول الي حجر يلقي في التراب!
انه العاجز الذي لا يستطيع ان يقاوم شيئا أو أحدا , انه لا يقاوم دودة, انه الذي لا يعرف أحدا أو شيئا , لا يعرف صديقا أو عدوا ولا يعرف إلها أودينا!
أنيس منصو
انه مادة بلا روح!
لقد أنقذت من اكفان الموج مرات, ومن اكفان الهواء مرات.. وفي مرة أعاهد نفسي الا أعود .. ولكن أعود الي أحضان الموت من جديد , والاستسلام له.
ويبدو ان الذي يستسلم للموت لا يموت , والذي يقابل الموت في منتصف الطريق , لا يراه الموت , فإن الموت بعيد النظر, ولا يري إلا البعيد , ولا يحصد الموت إلا الخائفين.. ومن يدري لعل الموت يريدني ولكنه لا يريد أمي !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق